Saturday, March 12, 2011

قصيدة التأشيرة - الشاعر هشام الجخ - التأشيرة-



أســـــبِّح باســــمك اللهُ وليـــس ســـــواكَ أخشـــــاهُ
وأعلَــــمُ أن لي قـــــدراً ســــــألقاهُ ســـــألقاه
وقد عُلِّمتُ في صغري بأن عروبتي شـرفي وناصيتي وعنوانـي
وكنـــــا فـــــي مدارسنــــا نـــردد بعضَ الحـــانِ
"بــــلاد العُــــرب أوطــــاني .. وكل العرب أخواني"
******
وكنــــا نرســـــمُ العربيَّ ممشـــــوقاً بهامتِــــــه
لَهُ صــــدرٌ يصدُّ الريحَ إذ تعـــوي .. مهاباً في عباءته
وكنـــــا مَحْضَ أطفـــــالٍ تحرّكنـــــــا مشــــاعرُنا
ونسْــــــرحُ في الحكايــــــات التي تروي بطولتَنـــا
وأن بلادنــــــا تمتـــــــد مــــن أقصــى إلى أقصى
وأن حروبنـــــا كانت لأجْــــــل المســـــــجدِ الأقصى
وأن عدوَّنــــــا صـــهيونَ شــــــــــيطانٌ له ذيـــلُ
وأن جيــــــوش أمتِنــــــا لهــــا فعلٌ كما السّــيلُ
ســـــــــأُبحـــــرُ عندمـــــــــا أكبـــــــــــرْ
******
أمــــرُّ بشــــــــاطئ البحريــــــــن في ليبيــــا
وأجنـــــــــي التمـــــــرَ من بغـــــدادَ في سوريا
وأعبــــــــر من موريتانيـــــــا إلى الســـــودان
أســـــــافر عبْـــــر مقديشــــــــيو إلى لبنـــان
وكنـــــتُ أخبـــئ الألحــــان في صــــــدري ووجداني
"بلاد العُــــرْب أوطانــــي .. وكــــل العرب أخواني"
******
وحين كبــرتُ .. لم أحصلْ على تأشيرةٍ للبحر .. لم أُبحرْ
وأوقفنــــــي جوازٌ غيرُ مختومٍ على الشباك .. لم أعبرْ
كبُـــــــــرتُ أنــــا وهذا الطفــــــل لم يكبــــرْ
تقاتِلُنا طفولتُناوأفكارٌ تعلَّمنـــــا مبادءَها على يدِكم
******
أيا حكامَ أمتِنا,ألســــتم من نشـــــأنا في مدارسكم؟
تعلَّمنا مناهجَكم ألستم من تعلمنا على يدكم بأن الثعلبَ
المكارَ منتظِرٌ سيأكل نعجةَ الحمقى إذا للنوم ما خَلَدُوا؟
ألستم من تعلمنا على يدكم بأن العودَ محمــــيٌّ بحزمته
ضعيفٌ حين ينفرد؟ لماذا الفُرقـــــةُ الحمقـاءُ تحكمُنا؟
ألستم من تعلمناعلى يدكم أن اعتصموا بحبل الله واتحدوا؟
******
لمــــــاذا تحجبـــــــون الشـــــمسَ بالأَعــــــلام؟
تقاســــــــمتم عروبتَنا ودَخَلاً بينكم صِرنا كما الأنعام
ســــــــيبقى الطفـــــــل في صــــــــدري يعاديكم
تقســــــمنا على يدكـــــــم فتبت كل أيديـــــــكم
أنـــــــــــا العربـــــــــــــيُّ لا أخجـــــــــلْ
******
وُلِدتُ بتونسَ الخضراءِ من أصلٍ عُمَانــيٍّ وعُمري زادَ عن ألفٍ
وأمــــــــي لــــــــــم تـــــــــــزل تحبَـــــلْ
أنـــا العربي في بغدادَ لي نخلٌ وفي الســودانِ شرياني
انا مصــــــريُّ موريتانيــــــــا وجيبوتــــي وعَمَّانِ
مســيحيٌّ وســـــني وشـــــيعي وكــــردي وعلوي ودرزي
أنــــــا لا أحفــــــظُ الأســـــماءَ والحكامَ إذ ترحلْ
******
سَــــــئِمنا من تشـــــــتُتِنا وكلُّ النــــــاسِ تتكتّل
ملأتُـــــــمْ دينَنَــــــــا كــــذباً وتزويراً وتأليفا
أتجمعنــــــــا يدُ الله ؟ وتبعدنـــــا يـد (الفيفا)؟؟
******
هجرْنــــــا دينَنــــــا عَمْدا فَعُدنـــا الأَوْسَ والخزرج
ونعبــــــدُ نـــــارَ فتنتِنا وننتظـــــرُ الغبا مَخرج
أيا حكامَ أمتنا سيبقى الطفلُ في صدري يعاديكم يقاضيكم
ويعلــــــنُ شــــــــعبَنا العربـــــــيَّ مُتَّحِـــــدا
******
فلا الســــودانُ منقسمٌ ولا الجولانُ محتَلٌّ ولا لبنانُ منكسر
يــــــــــــداوي الجـــــــــــــــرحَ منفـــــردا
سيجمعُ لؤلؤاتِ خليجِنا العربيِّ في السودان يزرعُها فيَنبتُ
حبُّهـــا في المغربِ العربيِّ قمحاً يعصُرون الناسُ زيتاً في
فلســـــطينَ الأبيّـــــةِ يشربون الأهلُ في الصومال أبدا
سيُشـــــــعلُ من جزائـــــــرِنا مشـــاعلَ ما لها وهنُ
إذا صــــــنعاءُ تشـــــــكونا فكـــــــلُّ بلادِنا يمنُ
******
ســـــيخرجُ من عباءتِكم – رعاها الله – للجمهـــور مُتَّقِدا
هو الجمهورُ لا أنتـــم ... أتســــــمعني جحافلُكـــم؟
أتســــــمعني دواويـــــــنُ المعاقلِ في حكومتِكـــم؟
هــــــو الجمهــــــور لا أنتــــم ولا يخشى لكم أحدا
******
هو الإســــلام لا أنتم فكفّوا عن تجارتكم وإلا صار مرتدا
وخـــــــافوا .. إن هـــــــذا الشـــــــــعبَ حمَّال
وإن النوقَ إن صُرِمَــــتْ فلن تجــــدوا لهـــا لبنـــاً
ولــــــــن تجـــــــــــدوا لهــــــــــا ولـــدا
أحذِّرُكـــــــم .. سنبقى رغم فتنتِكم فهذا الشعبُ موصولُ
حبائلُكـــــــــم وإن ضَعُفَـــــتْ فحبـــــــلُ اللهِ مفتولُ
******
أنـــــا باقٍ .. وشـــــــــرعي في الهـــــــوى باقِ
سُــــــقِينا الذلَّ أوعيـــــــة .. سُقينا الجهلَ أدعية
ملَلْنــــــــا الســـــــــــــقْيَ والســــــــــاقي
ســـــــــأكبرُ تاركـــــــــاً للطفل فرشاتي وألواني
ويبقَى يرسم العربيَّ ممشوقا بهامتــه ويبقى صوتُ ألحاني
******
"بلاد العـــــــرب أوطاني .. وكل العـــــرب أخواني"
 
 
*******************************************************************
 
اتهم الشاعر المصري هشام الجخ الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بأن له دورا في فرقة الدول العربية. وفاجأ «الجخ» جمهور المهرجان الشعري الإماراتي «أمير الشعراء» بإلقاء قصيدة تنتقد انقسام السودان وتنتقد الأنظمة العربية وحملها المسؤولية عن التشتت والفرقة العربية.

والجخ معروف بقصائده السياسية الساخنة، وهو أحد المتسابقين الـ20، الذين وصلوا لمرحلة التصفيات النهائية في المسابقة وجاءت قصيدته مخالفة للمعتاد في «أمير الشعراء» إذ يلقي الشعراء المتنافسون غالبا قصائد رومانسية.

وهاجم الشاعر المصري عدم اتحاد العرب وتساءل في قصيدته «أتجمعنا يد الله وتبعدنا يد الفيفا»، مطالبا في قصيدته التي حملت اسم «التأشيرة» بإلغاء الحدود العربية.

ووصف عضو لجنة التحكيم في المسابقة الدكتور صلاح فضل القصيدة بأنها «الحلم العربي» الجديد.

كان الجخ يلقي قصيدته مساء الأربعاء ضمن أمسيات المهرجان الذي انطلق الشهر الماضي ويستمر حتى نهاية الشهر المقبل. وأعلنت لجنة تحكيم المسابقة تأهل الشاعر الجزائري الزبير دردوخ للمرحلة قبل النهائية للمسابقة.

ومن المقرر أن تتواصل منافسات المهرجان الأربعاء المقبل بمشاركة 4 شعراء من موريتانيا وفلسطين والعراق ومالي.

وقال سلطان العميمي، عضو اللجنة العليا للمسابقة، لوكالة الأنباء الألمانية إن أكثر من 7 آلاف مشارك تقدموا للمسابقة من جميع الدول العربية وبعض الدول الإفريقية والغربية، تم الاستماع إليهم وتصفيتهم على مراحل عدة، واستقر الاختيار على 20 متسابقا، للمرحلة النهائية.

يقام مهرجان «أمير الشعراء» للعام الرابع، وتنظمه وتنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويتنافس فيه شعراء القصيدة الفصحى العمودية والمقفاة.

وتتولى لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم من الإمارات، والدكتور صلاح فضل من مصر، والدكتور عبدالملك مرتاض من الجزائر، تقييم مستوى الشعراء المتنافسين.

وفي الدورة الماضية من المسابقة التي اختتمت في أغسطس 2009 فاز الشاعر السوري حسن بعيتي بلقب «أمير الشعراء»، وفاز بلقب الدورة الثانية عام 2008 الشاعر الموريتاني سيدي محمد ولد بمبا، أما فعاليات الدورة الأولى فقد اختتمت بتتويج الشاعر الإماراتي عبدالكريم معتوق أميراً للشعراء.

ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب «أمير الشعراء» وجائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي، إضافة إلى جائزة بردة الإمارة، ويحصل الفائزون بالمراكز الأربعة التالية على جوائز مالية، إضافة إلى تكفل إدارة المهرجان بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة لهم
 
 

No comments:

Post a Comment