Monday, November 14, 2011

كن نفسك - صالح الخريبي


من طريف ما رواه شارلي شابلن في مذكراته أن مسابقة أجريت في إحدى العواصم الأوروبية لاختيار أفضل شبيه له، ومن باب الدعابة قرر الممثل العبقري المشاركة في المسابقة من دون أن يكشف للجنة المشرفة عليها شخصيته الحقيقية.

وفي الموعد المحدد، وقف المتسابقون أمام اللجنة الفاحصة والجمهور، وفوجئ شابلن بأن اللجنة استبعدته من التصفيات النهائية، واختارت أحد أشباهه للفوز، ولم يعترض شابلن على النتيجة، وإنما قدم نفسه للجنة، وألقى كلمة في الجمهور قال فيها: «الآن أدركت أن هنالك من يشبهني أكثر مني». وأضاف: «ليس من الإنصاف توجيه اللوم إلى اللجنة التي استبعدتني من التصفيات، فأنا أتصرف في حياتي العادية بتلقائية وعفوية، ولا أقلد أحداً، ولكنني أمام اللجنة حاولت تقليد رجل اسمه شارلي شابلن، في اللبس، والشكل، والحركة، والمشية، والابتسامة، وتلك العصا الغبية، ولذلك فإن اللجنة كانت على حق في اختيارها».

والذين يشبهون المشاهير في الشكل كثيرون، وفي الماضي كانوا يقولون: «يخلق من الشبه أربعين»، وإحدى الأربعين من شبيهات ديانا مثلت عام 1997 فيلماً إباحياً أثار ضجة كبيرة في بريطانيا، وكانت ديانا هي الوحيدة التي عرفت أن الشخصية التي تظهر في الفيلم ليست شخصيتها، ولم تعرف ذلك من فروقات في الشكل، وإنما لأن البطلة تلبس إسورة لم تلبسها هي على الإطلاق، ولذلك قالت: «الفتاة التي تظهر في الفيلم ليست ديانا سبنسر». والذين يشبهون ملك الروك الراحل ألفيس بريسلي، ويظهرون على المسارح يقلدونه يعدّون بالمئات. وفي ولاية فيلادلفيا الأمريكية شخص يدعى مايكل ويليس يشبه ليوناردو دو كابريو، بطل فيلم «التيتانيك»، تماماً، وبعد النجاح المذهل الذي حققه الفيلم أصبحت الحياة لا تطاق بالنسبة إليه، إذ أصبح الناس يتجمعون حوله حيثما ذهب، وكل واحد منهم يحاول أن يكحل بصره برؤية «الفنان المعروف».

وفي ولاية كاليفورنيا شخص يدعى كولين دونكين شديد الشبه بالمغني البريطاني ألتون جون، وعندما زار متنزه عالم البحار التابع لمدينة الألعاب ديزني لاند في فلوريدا، كان أشبه بـ «شمعة في مهب الريح» بسبب الشبه الكبير بينه وبين ألتون الذي غنى تلك الأغنية المشهورة عن ديانا، وهو يقول: «تجمع حولي ما يزيد على 600 شخص من مختلف الأعمار من رواد المتنزه، فاضطررت للاختباء في غرفة الاستراحة لمدة تزيد على الساعة، إلى أن جاء رجال الأمن وأبعدوا الناس عني».

وعندنا في الدول العربية أشباه للممثلين، ولكننا نتعامل معهم بطريقة مختلفة، وفي منتصف الثمانينات التي شهدت تألق وتوهج عادل إمام ظهر ممثل شاب تصل نسبة الشبه بينه وبين عادل إمام إلى ما يزيد على ٪80، فاستغل بعض منتجي أفلام المقاولات والمسرح السياسي هذا الشبه، وأسندوا للممثل الشاب العديد من الأدوار، مما أحدث ضجة كبيرة وسبب ضيقا للفنان الأصلي عادل أمام، فما كان منه إلا أن فاجأ شبيهه بالصعود إلى المسرح عندما كان الشبيه يؤدي دوره، وعنّفه وقال له: «كن نفسك، إذا أردت النجاح» ومنذ ذلك الحين انطفأ وهج ذلك الممثل المغمور.

Sent from my iPad 2 -  Ť€©ћ№©¶@τ

No comments:

Post a Comment