Tuesday, November 15, 2011

مافيا ناعمة - صالح الخريبي


شاركت المرأة الغربية الرجل في كل مجال، بما في ذلك عالم الجريمة، وبين القوات الأمريكية الموجودة في الخارج عدد كبير من النساء يشاركن في العمليات القتالية وقيادة الطائرات الحربية وتعذيب السجناء، ومن بين الذين اتهموا بتعذيب الموقوفين في سجن أبو غريب مجندة أمريكية. وبعد الانهيار الذي حدث في أوساط المافيا واعتقال العديد من زعمائها، اتجهت هذه العصابة إلى ترميم نفسها بطاقم يتألف في معظمه من النساء. وتشير تقارير المخابرات في كل أنحاء العالم إلى أن عدد النساء في أوساط المافيا ارتفع إلى حد كبير، وبعضهن يفعلن ما كان يفعله المجرمون الخطرون في الماضي، وأكثر، ويستخدمن المسدسات الكاتمة للصوت، ويهاجمن ضحاياهن في أماكن وأوقات لا تخطر على البال على الإطلاق.

تطور خطير حققته المرأة لا يحسدها أحد عليه، فقد كانت النساء حتى الأمس القريب وراء الستار في عالم المافيا، يرعين الأطفال وينظمن شؤون المنزل، ولا يحاولن السؤال أو الخوض في الأعمال التي يجري تكليف أزواجهن بتنفيذها، أما الآن، فإن التطور الذي حدث في وظيفة المرأة اجتماعيا دفعها إلى الواجهة، وباتت هي التي تنفذ ولا تقبل أن يسألها أحد عن نوعية المهام الموكلة إليها.

وقبل مدة أصدرت السلطات الأمريكية بالتعاون مع السلطات الإيطالية تقريرا خطيرا عن نشاط المافيا يتحدث عن عدد كبير من العمليات الجريئة التي نفذتها نساء، ويشير التقرير إلى أن عصابة كوزانوسترا التي أثارت الرعب في إيطاليا ذات يوم تتزعمها امرأة اسمها إيلينا ماديروكونتيرو، وقد نفذت إيلينا عملية في منتهى الوحشية عندما قطعت رجلي رجل أمام زوجته وأولاده، وقتلت الزوجة أمامه لتلقينه درسا، لأنه ينتمي إلى عصابة منافسة.

ويقول أندريه مورينجو، وهو باحث في مدينة صقلية: «إن عصابات الجريمة المنظمة في العالم بدأت تنهار، ولكن هذا الانهيار أدى إلى ولادة أجنحة جديدة، وعندما يجري اعتقال الرجال أو قتلهم تتحرك النساء اللواتي كن يكتفين بالتحول إلى أرامل في الماضي ويقفزن إلى دائرة الضوء، انتقاما لأزواجهن أولا، وللدفاع عن عائلاتهن ونفوذهن ثانيا، وهؤلاء لا يتورعن عن ارتكاب أي شيء مهما كان فظيعا لكي يثبتن لخصومهن من رجال الشرطة والعصابات أنهن جادات في عملهن، ومثال على ذلك، فقد دخلت إحدى النساء إلى مطعم ونسفت رأس رجل برصاصة وخرجت وكأن شيئا لم يكن، وعندما قتل رجلان من رجال المافيا أقدمت زوجتاهما على تنظيم عملية خطف للذين نفذوا عملية القتل أو أمروا بها، ولبعض أقاربهم، وأخذتا الجميع إلى أحد التلال وذبحتاهم ذبح النعاج، ومثل هذه العملية لم يكن الرجال من أعضاء المافيا يفكرون في تنفيذها في الماضي. وعندما أقدم أحد المجرمين على قتل خصم له من عصابة منافسة تحركت زوجته للثأر، وخطفت القاتل، وربطت يديه ورجليه إلى سيارتين وطلبت من سائقي السيارتين ان يسيرا في اتجاهين معاكسين، فكانت النتيجة أن تقطعت أوصال الرجل وانشق جسمه إلى قسمين كل قسم ذهب مع سيارة».

ويقول الخبراء: إن تورط النساء في المافيا سيزداد إلى حد كبير في السنوات المقبلة، وهناك عصابات كاملة في الوقت الحاضر زعماؤها من النساء، وهؤلاء يجعلن زعماء المافيا السابقين، أو بوني باركر التي اشتهرت بالجرائم التي ارتكبتها مع صديقها كلايد مجرد هواة، ويقول أحد الباحثين: «إن الزعامة الجديدة أعطت المافيا دما جديدا، وستصبح هذه العصابة أكثر شراسة بكثير، في ظل حكم النساء».


Sent from my iPad 2 -  Ť€©ћ№©¶@τ

No comments:

Post a Comment