Friday, April 18, 2014

بك أستجير ومن يُجيرُ سواكا



للشاعر / إبراهيم بديوي رحمه الله

بك أستجير ومن يجير سواكا *** فأجر ضعيفا يحتمي بحماك 

إني ضعيف أستعين على قوى *** ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا 
أذنبت يا ربي وآذتني ذنوب *** مالها من غافر إلا كا 
دنياي غرتني وعفوك غرني *** ما حيلتي في هذه أو ذا كا 
لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا *** بكريم عفوك ما غوى وعصاكا 
يا مدرك الأبصار ، والأبصار لا *** تدري له ولكنه إدراكا 
أتراك عين والعيون لها مدى *** ما جاوزته ، ولا مدى لمداكا 
إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين علاكا 
يا منبت الأزهار عاطرة الشذا *** هذا الشذا الفواح نفح شذاكا 
يا مرسل الأطيار تصدح في الربا *** صدحاتها إلهام [. ...] 
يا مجري الأنهار : ما جريانها *** إلا انفعالة قطرة لنداكا 
رباه هأنذا خلصت من الهوى *** واستقبل القلب الخلي هواكا 
وتركت أنسي بالحياة ولهوها *** ولقيت كل الأنس في نجواكا 
ونسيت حبي واعتزلت أحبتي *** ونسيت نفسي خوف أن أنساكا 
ذقت الهوا مراً ولم أذق الهوى *** يا رب حلواً قبل أن أهواكا 
أنا كنت يا ربي أسير غشاوة *** رانت على قلبي فضل سناكا 
واليوم يا ربي مسحت غشاوتي *** وبدأت بالقلب البصير أراكا 
يا غافر الذنب العظيم وقابلا *** للتوب: قلب تائب ناجاكا 
أترده وترد صادق توبتي *** حاشاك ترفض تائباً حاشاك 
يا رب جئتك نادماً أبكي على *** ما قدمته يداي لا أتباكى 
أنا لست أخشى من لقاء جهنم *** وعذابها لكنني أخشاكا 
أخشى من العرض الرهيب عليك يا ** ربي وأخشى منك إذ ألقاكا 
يا رب عدت إلى رحابك تائباً *** مستسلماً مستمسكاً بعراكا 
مالي وما للأغنياء وأنت يا *** رب الغني ولا يحد غناكا 
مالي وما للأقوياء وأنت يا *** ربي ورب الناس ما أقواكا 
مالي وأبواب الملوك وأنت من *** خلق الملوك وقسم الأملاكا 
إني أويت لكل مأوى في الحياة *** فما رأيت أعز من مأواكا 
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة *** فلم تجد منجى سوى منجاكا 
وبحثت عن سر السعادة جاهداً *** فوجدت هذا السر في تقواكا 
فليرض عني الناس أو فليسخطوا ** أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا 
أدعوك يا ربي لتغفر حوبتي *** وتعينني وتمدني بهداكا 
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي ** ما خاب يوماً من دعا ورجاكا 
يا رب هذا العصر الحد عندما *** سخرت يا ربي له دنياكا 
علمته من علمك النوويَّ ما *** علمته فإذا به عاداكا 
ما كاد يطلق للعلا صاروخه *** حتى أشاح بوجهه وقلاكا 
واغتر حتى ظن أن الكون في*** يمنى بني الانسان لا يمناكا
و ما درى الانسان أن جميع ما *** وصلت إليه يداه من نعماكا؟ 
أو ما درى الانسان أنك لو أردت *** لظلت الذرات في مخباكا 
لو شئت ياربي هوى صاروخه *** أو لو أردت لما أستطاع حراكا 
يأيها الانسان مهلاً وائتئذ *** واشكر لربك فضل ما أولاكا 
واسجد لمولاك القدير فإنما *** مستحدثات العلم من مولاكا 
الله مازك دون سائر خلقه *** وبنعمة العقل البصير حباكا 
أفإن هداك بعلمه لعجيبة *** تزور عنه وينثني عطفاكا 
إن النواة ولكترنات التي *** تجري يراها الله حين يراكا 
ما كنت تقوى أن تفتت ذرة *** منهن لولا الله الذي سواكا 
كل العجائب صنعة العقل الذي *** هو صنعة الله الذي سواكا 
والعقل ليس بمدرك شيئاً اذا *** مالله لم يكتب له الإدراكا 
لله في الآفاق آيات لعل *** أقلها هو ما إليه هداكا 
ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناكا 
والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعياكا 
قل للطبيب تخطفته يد الردى *** ياشافي الأمراض : من أرداكا؟ 
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما ** عجزت فنون الطب من عافاكا
قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟ 
قل للبصير وكان يحذر حفرة ***فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟ 
بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام *** بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟ 
قل للجنين يعيش معزولاً بلا *** راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟ 
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟ 
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟ 
وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو *** تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟ 
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت ***شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟ 
بل أسأل اللبن المصفى كان بين *** دم وفرث مالذي صفاكا؟ 
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله: من أحياكا؟ 
وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعاً *** فاسأله : مِنْ أين البياضُ أتاكا؟ 
وإذا ترى ابن البيضِ أسودَ فاحماً *** فاسأله: منْ ذا بالسواد طلاكا؟ 
قل للنبات يجف بعد تعهد *** ورعاية : من بالجفاف رماكا؟ 
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو *** وحده فاسأله : من أرباكا؟ 
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله : من أسراكا؟ 
وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد *** كلّ شيء مالذي أدناكا؟ 
قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غذاكا؟ 
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله : من يانخل شق نواكا؟ 
وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟ 
وإذا ترى الجبل الأشم منا طحاً *** قمم السحاب فسله من أرساكا؟ 
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟ 
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله: من الذي أطغاكا؟ 
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟ 
وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً *** فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاكا؟ 
هذي عجائب طالما أخذت بها *** عيناك وانفتحت بها أذناكا! 
والله في كل العجائب ماثل *** إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟ 

يا أيها الإنسان مهلا مالذي *** بالله جل جلاله أغراكا؟
فـاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا * * * لابـدَّ يوماً تنتـهـي دنيـاكا
وتكـون في يـوم القيامـة ماثـلاً * * * تجزى بما قـد قدمتْـه يداكـا
Sent iPadn Ť€©ћ№©¶@τ

No comments:

Post a Comment