المأثور عن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن دعاء الخضر عليه السلام: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شئ ، وبقوتك التي قهرت بها كل شئ ، وخضع لها كل شئ ، وذل لها كل شئ ، وبجبروتك التي غلبت بها كل شئ ، وبعزتك التي لا يقوم لها شئ ، وبعظمتك التي ملأت أركان كل شئ وبسلطانك الذي علا كل شئ ، وبوجهك الباقي بعد [ فناء ] كل شئ ، وباسمائك التي غلبت اركان كل شئ ، وبعلمك الذي احاط بكل شئ ، وبنور وجهك الذي اضاء له كل شئ ، يا نور يا قدوس ، يا اول الأولين ويا آخر الاخرين . اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء ، اللهم اغفر لي كل ذنب اذنبته وكل خطيئة اخطأتها . اللهم اني اتقرب اليك بذكرك واستشفع بك الى نفسك واسألك بجودك ان تدنيني من قربك وان توزعني شكرك وان تلهمني ذكرك . اللهم اني أسألك سؤال خاضع متذلل خاشع ان تسامحني وترحمني وتجعلني بقسمك راضيا قانعا وفي جميع الاحوال متواضعا ، اللهم وأسألك سؤال من اشتدت فاقته ، وانزل بك عند الشدائد حاجته ، وعظم فيما عندك رغبته . اللهم عظم سلطانك وعلا مكانك وخفي مكرك وظهر امرك ، وغلب جندك وجرت قدرتك ، ولا يمكن الفرار من حكومتك ، اللهم لا اجد لذنوبي غافرا ولا لقبائحي ساترا ، ولا لشئ من عملي القبيح بالحسن مبدلا غيرك ، لا إله إلا انت سبحانك وبحمدك ظلمت نفسي وتجرأت بجهلي وسكنت الى قديم ذكرك لي ومنك علي اللهم ومولاي كم من قبيح سترته وكم فادح من البلاء اقلته ، وكم من عثار وقيته وكم من مكروه دفعته وكم من ثناء جميل لست اهلا له نشرته . اللهم عظم بلائي وافرط بي سوء حالي وقصرت بي اعمالي ، وقعدت بي اغلالي ، وحبسني عن نفعي بعد آمالي ، وخدعتني الدنيا بغرورها ونفسي بخيانتها ومطالي يا سيدي . فأسألك بعزتك الا يحجب عنك دعائي سوء عملي وفعالي ، ولا تفضحني بخفي ما اطلعت عليه من سريرتي ولا تعاجلني بالعقوبة على ما عملته في خلواتي ، من سوء فعلي واسائتي ودوام تفريطي وجهالتي وكثرة شهواتي وغفلتي ، وكن اللهم بعزتك لي في كل الأحوال رؤوفا وعلي في جميع الامور عطوفا . الهي وربي من لي غيرك ، أسأله كشف ضري والنظر في امري ، الهي ومولاي اجريت علي حكما اتبعت فيه هوى نفسي ولم احترس فيه من تزيين عدوي ، فغرني بما اهوى واسعده على ذلك القضاء ، فتجاوزت بما جرى على من ذلك من نقض حدودك وخالفت بعض اوامرك و فلك الحمد علي في جميع ذلك ، ولا حجة لي فيما جرى علي فيه قضاؤك والزمني حكمك وبلاؤك ، وقد اتيتك يا الهي بعد تقصيري واسرافي على نفسي ، معتذرا نادما منكسرا مستقيلا مستغفرا منيبا مقرا مذعنا معترفا ، لا اجد مفرا مما كان مني ، ولا مفزعا أتوجه إليه في امري ، غير قبولك عذري وادخالك اياي في سعة من رحمتك . الهي فاقبل عذري وارحم شدة ضري وفكني من شد وثاقي ، يا رب ارحم ضعف بدني ورقة جلدي ودقة عظمي ، يا من بدء خلقي وذكري وتربيتي وبري وتغذيتي ، هبني لابتداء كرمك وسالف برك بي . الهي وسيدي وربي اتراك معذبي بالنار بعد توحيدك وبعد ما انطوى عليه قلبي من معرفتك ، ولهج به لساني من ذكرك ، واعتقده ضميري من حبك ، وبعد صدق اعترافي ودعائي خاضعا لربوبيتك ، هيهات انت اكرم من ان تضيع من ربيته ، أو تبعد من ادنيته أو تشرد من آويته ، أو تسلم الي البلاء من كفيته ورحمته . ولى شعري يا سيدي والهي ومولاي اتسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة ، وعلى السن نطقت بتوحيدك صادقة وبشكرك مادحة ، وعلى قلوب اعترفت بالهيتك محققه ، وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة ، وعلى جوارح سعت الى اوطان تعبدك طائعة ، واشارت باستغفارك مذعنة ، ما هكذا الظن بك ولا اخبرنا بفضلك عنه ، يا كريم يا رب . وأن تعلم ضعفي عن قليل من بلاء الدنيا وعقوباتها وما يجري فيها من المكاره على اهلها على ان ذلك بلاء ومكروه قليل مكثه ، يسير بقاؤه ، قصير مدته ، فكيف احتمالي لبلاء الآخرة وجليل وقوع المكاره فيها ، وهو بلاء تطول مدته ، ويدوم مقامه ، ولا يخفف عن اهله ، لانه لا يكون الا عن غضبك وانتقامك وسخطك ، وهذا ما لا تقوم له السماوات والأرض ، يا سيدي فكيف لي وانا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين المستكين . يا الهي وربي وسيدي ومولاي لاي الامور اليك اشكو ، ولما منها اضج وابكي ، لاليم العذاب وشدته ، ام لطول البلاء ومدته ، فلئن صيرتني في العقوبات مع اعدائك ، وجمعت بيني وبين اهل بلائك ، وفرقت بيني وبين احبائك واوليائك ، فهبني يا الهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك ، فكيف اصبر على فراقك ، وهبني صبرت على حر نارك ، فكيف اصبر عن النظر الى كرامتك ، ام كيف اسكن في النار ورجائي عفوك . فبعزتك يا سيدي ومولاي اقسم صادقا لئن تركتني ناطقا لاضجن اليك بين اهلها ضجيج الاملين ، ولاصرخن اليك صراخ المستصرخين ، ولا بكين عليك بكاء الفاقدين ، ولانادينك اين كنت يا ولي المؤمنين ، يا غاية آمال العارفين ويا غياث المستغثين ، يا حبيب قلوب الصادقين ، ويا اله العالمين . افتراك سبحانك يا الهي وبحمدك تسمع فيها صوت عبد مسلم ، سجن فها بمخالفته وذاق طعم عذابها بمعصيته وحبس بين اطباقها بجرمه وجريرته ، وهو يضج اليك ضجيج مؤمل لرحمتك ، ويناديك بلسان اهل توحيدك ويتوسل اليك بربوبيتك . يا مولاي فكيف يبقى في العذاب وهو يرجو ما سلف من حلمك ، ام كيف تؤلمه النار وهو يأمل فضلك ورحمتك ، ام كيف تحرقه لهبها وانت تسمع صوته وترى مكانه ، ام كيف يشتمل عليه زفيرها وانت تعلم ضعفه ، ام كيف يتقلقل بين اطباقها وانت تعلم صدقه ، ام كيف تزجره زبانيتها وهو يناديك يا ربه ، ام كيف يرجو فضلك في عتقه منها فتتركه فيها . هيهات ما ذلك الظن بك ولا المعروف من فضلك ولا مشبه لما عاملت به الموحدين من برك واحسانك ، فباليقين اقطع لولا ما حكمت به من تعذيب جاحديك ، وقضيت به من اخلاد معانديك لجعلت النار كلها بردا وسلاما وما كان لاحد فيها مقرا ولا مقاما ، لكنك تقدست اسماؤك اقسمت ان تملأها ، ومن الكافرين من الجنة والناس اجمعين وان تخلد فيها المعاندين ، وانت جل ثناؤك قلت مبتدئا وتطولت بالانعام متكرما ، افمن كان مومنا كمن كان فاسقا لا يستوون . الهي وسيدي فأسألك بالقدرة التي قدرتها وبالقضية التي حتمتها وحكمتها ، وغلبت من عليه اجريتها ان تهب لي في هذه الليلة في هذه الساعة كل جرم اجرمته ، وكل ذنب اذنبته ، وكل قبيح اسررته وكل جهل عملته ، كتمته أو اعلنته ، اخفيته أو اظهرته ، وكل سيئة امرت باثباتها الكرام الكاتبين ، الذين وكلتهم بحفظ ما يكون مني ، وجعلتهم شهودا علي مع جوارحي . وكنت أنت الرقيب علي من ورائهم والشاهد لما خفي عنهم ، وبرحمتك اخفيته وبفضلك سترته ، وان تؤفر حظي من كل خير تنزله ، أو احسان تفضله ، أو بر تنشره أو رزق تبسطه ، أو ذنب تغفره أو خطأ تستره يا رب يا رب يا رب ، يا الهي وسيدي ومولاي ومالك رقي ، يا من بيده ناصيتي ، يا عليما بضري ومسكنتي ، يا خبيرا بفقري وفاقتي . يا رب يا رب يا رب أسألك بحقك وقدسك واعظم صفاتك واسمائك ان تجعل اوقاتي في الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة ، واعمالي عندك مقبولة ، حتى يكون اعمالي واورادي كلها وردا واحدا وحالي في خدمتك سرمدا . يا سيدي يا من إليه معولي ، يا من إليه شكوت احوالي يا رب يا رب يا رب ، قو على خدمتك جوارحي ، واشدد على العزيمة جوانحي ، وهب لي الجد في خشيتك والدوام في الاتصال بخدمتك ، حتى اسرح اليك في ميادين السابقين ، واسرع اليك في المبادرين ، واشتاق الى قربك في المشتاقين ، وادنو منك دنو المخلصين ، واخافك مخافة الموقنين ، واجتمع في جوارك مع المؤمنين . اللهم ومن أرادني بسوء فارده ومن كادني فكده ، واجعلني من احسن عبادك نصيبا عندك واقربهم منزلة منك واخصهم زلفة لديك ، فانه لا ينال ذلك الا بفضلك ، وجد لي بجودك واعطف علي بمجدك ، واحفظني برحمتك ، واجعل لساني بذكرك لهجا وقلبي بحبك متيما ، ومن علي بحسن اجابتك ، واقلني عثرتي ، واغفر زلتي ، فانك قضيت على عبادك بعبادك ، وامرتهم بدعائك وضمنت لهم الاجابة . فاليك يا رب نصبت وجهي ، واليك يا رب مددت يدي ، فبعزتك استجب لي دعائي وبلغني منادي ، ولا تقطع من فضلك رجائي واكفني شر الجن والانس من اعدائي ، يا سريع الرضا اغفر لمن لا يملك الا الدعاء ، فانك فعال لما تشاء ، يا من اسمه دواء وذكره شفاء وطاعته غنا ، ارحم من رأس ماله الرجاء وسلاحه البكاء . يا سابع النعم ، يا دافع النقم ، يا نور المستوحشين في الظلم ، يا عالما لا يعلم ، صل على محمد وآل محمد وافعل بي ما انت اهله ، وصلى الله على محمد والأئمة الميامين من آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما . |
No comments:
Post a Comment