Tuesday, November 15, 2011

الكوكب المريض - صالح الخريبي


في الساعات الأولى من صباح 14 يوليو/تموز 2006 صعد أسترالي في الخامسة والأربعين من العمر إلى برج دبابة، وعبر بها شوارع العاصمة سيدني، وجرف في طريقه ستة أبراج محطات إرسال للهاتف الخليوي ومحطة فرعية لتوزيع الكهرباء ظن أنها خليوية، وفي التحقيق معه قال: «إن الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي تطلقها هذه المحطات تضر بصحته».

وفي بريطانيا وإيرلندا لم يتيسر للمتظاهرين استخدام الدبابات، فاستعاضوا عنها بالجرافات والحبال، وفي إحدى المظاهرات دمر المتظاهرون إحدى المحطات وباعوا قطعها على شكل هدايا تذكارية وأعلنوا أنهم يرغبون في استخدام المال الذي يحصلون عليه من حملات بيع القطع في تمويل مظاهراتهم المقبلة.

وفي كل مكان في العالم، من كاليفورنيا في الولايات المتحدة إلى أونتاريو في كندا إلى بحر الصين، تحتل الشكاوى التي يقدمها خصوم الهاتف الخليوي جانباً رئيسياً من مناقشات المجالس البلدية والجهات الحكومية، وفي الولايات المتحدة اتخذت الجهات المسؤولة قرارات بمنع إقامة محطات إرسال خليوي على مقربة من المدارس.

وفي الآونة الأخيرة انضمت أجهزة كمبيوتر اللابتوب وكل الأجهزة التي تعمل بالتكنولوجيا اللاسلكية إلى الهاتف الخليوي باعتبارها تشكل خطرا على الصحة العامة، وفي بريطانيا تطالب الجمعيات الأهلية بمنع استخدام اللابتوب في المدارس حفاظاً على صحة الطلاب.

وحتى الآن، لم تصدر دراسة علمية معتمدة تحذر من مخاطر الأشعة التي تطلقها أجهزة الهاتف الخليوي أو الأجهزة اللاسلكية، ولكن العلماء يتحدثون حتى قبل انتشار الخليوي والإنترنت عن مخاطر التعرض لذبذبات الأشعة المغناطيسية المتناهية في الصغر، ويقولون: «إن أجسامنا تنتج نبضات كهربية طوال اليوم كجزء من عملها، والتعرض لموجات خارجية يؤثر في هذه النبضات»، وإذا كان الناس في مأمن نسبي قبل سنوات، قبل انتشار الهاتف الخليوي على نطاق واسع، فإن الوضع تغير حالياً عندما أصبح الهاتف في كل يد.

وقبل انتشار الهاتف الخليوي أجرى العلماء دراسة قارنوا فيها بين أشخاص يتعرضون بشكل شبه دائم لموجات قليلة التردد، وأشخاص لا يتعرضون لهذه الموجات، واكتشفوا أن احتمال الإصابة بمرض اللوكيميا، وسرطان الثدي بالذات، أكبر بين الذين يتعرضون للموجات عن الذين لا يتعرضون لها، وفي عام 2002 طلبت لجنة المرافق العامة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية من ثلاثة من العلماء في علم الأوبئة تقدير مخاطر الذبذبات قليلة التردد فأجمع هؤلاء على أن هذه الذبذبات تزيد مخاطر اللوكيميا لدى الأطفال، وسرطان الدماغ، ومرض جيريج. والنزوع إلى الانتحار لدى الكبار، وحالات الإسقاط لدى النساء.

نعود فنقول: إنه لم تصدر دراسة علمية موثوقة وشاملة تؤكد هذه المخاطر، ولكن ستان كوكس نشر قبل مدة كتاباً بعنوان «الكوكب المريض» قال فيه: «إن كوكبنا حافل بالمصادر التي نعتقد بأنها سليمة، بينما هي تسبب المرض، وفي مقدمة هذه المصادر التعرض للحقول الكهرومغناطيسية والأشعة».


Sent from my iPad 2 -  Ť€©ћ№©¶@τ

No comments:

Post a Comment