Tuesday, November 15, 2011

هتلر يدافع عن نفسه. - صالح الخريبي


ماذا يحدث لو لم ينتحر هتلر في مخبئه في برلين في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، وتنكر وهرب إلى إحدى دول أمريكا اللاتينية مثلا، وتعقبه الصهاينة بعد اغتصاب فلسطين وإقامة كيان يهودي فيها، وقدموه للمحاكمة كما فعلوا مع أدولف إيخمان؟

ولو حرف امتناع لوجود، وما بعده يفترض انه لم يحدث، ولكنه منهج مألوف في دراسة التاريخ يستخدمه المؤرخون في دراساتهم، ويكتبون فصولا طويلة يحللون فيها ما كان سيحدث لو أن نابليون لم ينظم حملة لغزو روسيا مثلا؟ أو: ما هي التطورات التي يمكن أن تنتهي إليها الأمور لو لم يمت الاسكندر المقدوني في عمر مبكر بالمرض؟ وهل كان الحلفاء يستطيعون حسم الحرب العالمية الثانية لصالحهم لو لم يقصف الأمريكيون هيروشيما وناجازاكي بالقنبلة الذرية؟

وفي رواية «نقل أ. هـ إلى سان كريستوبال» يلجأ البروفيسور جورج شتاينر إلى هذا المنهج، ولكن يستخدمه ضد المؤرخين، ولإعطاء هتلر فرصة للدفاع عن نفسه ضد التهم التي ينسبها هؤلاء إليه. والبروفيسور جورج شتاينر شخصية أدبية لامعة في بريطانيا، ويعتبر كتاباه «لغة الصمت» و»تولستوي وديستويفسكي» وغيرهما، من أفضل الدراسات في موضوعها، والأهم من ذلك أنه يهودي، ويصعب وصفه باللاسامية، ولذلك أثارت روايته ضجة في الأوساط الغربية.

وفي الرواية، يبني هتلر دفاعه عن نفسه بالقول: إن نظرياته العرقية مجرد «محاكاة» ساذجة للنظريات العرقية اليهودية التي تجعل اليهود شعب الله المختار، وتقول: إن الله اختارهم من بين مليارات البشر، وجعلهم شعبه، واختار لهم أرضاً هي بالأصل لغيرهم ليقيموا فيها ويبطشوا بسكانها الأصليين، فيصمت القضاة وكأن على رؤوسهم الطير. ثم يمضي هتلر مدافعا عن نفسه: «لقد كان لي مفهوم خاص للمثالية، والعدالة الاجتماعية، تبناه اليهود حرفياً، وليس من قبيل الصدفة أن يكون كارل ماركس ورفاقه من اليهود، وليس صدفة أيضا أن تكون البلشفية عبارة عن كنيس او محفل يضم تروتسكي وروزا لوكسمبورج وكمينيف وغيرهم من الذين صبغوا التاريخ بالدماء». ويستشهد هتلر في دفاعه بكتاب نشره المؤرخ اليهودي حاييم بيرمانت قال فيه: «عُرف اليهود بمقاومتهم للتغيير، ولذلك أغلقوا ديانتهم، ورفضوا الامتزاج بالشعوب الأخرى، ومع ذلك فإنه ليس هنالك من أقلية دينية أو عرقية صرفت الكثير من مصادرها وطاقتها على الثورة كما فعلوا، ورغم إنهم يشكلون ما يقل عن ٪5 من سكان روسيا إلا أنهم يشكلون ٪50 من الثوريين البلاشفة وما يزيد على ٪90 من قياداتهم، وزعماء الحركات الثورية الذين زعزعوا أوروبا وأثاروا عدم الاستقرار فيها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كلهم من اليهود، واحسبوا على أصابعكم: تروتسكي وسفيردلوف وكمينيف وزينوفييف في روسيا، وبيلاكون في هنجاريا، وكيرت ايزنر في بافاريا، وروزا لوكسمبورج في برلين إلى درجة أن مفهوم الثورة في أذهان الكثيرين بات يرتبط بمؤامرة يهودية».

ويقول القضاة لهتلر إنه أباد ستة ملايين يهودي أثناء فترة حكمه فيرد قائلا: «ماذا فعلت أنا أكثر من غيري؟ ولماذا لا تتحدثون عن مذابح دريسدن وعمليات الإبادة الجماعية في هيروشيما وناجازاكي؟ ولماذا لا تتذكرون الملايين الذين أبادهم البريطانيون في حرب البوير؟ ألم يذكر سولجنستين أن ستالين أباد 30 مليونا بدم بارد؟ لقد كنت أنا أدولف هتلر أعيش في عصر لا يمل من سفك الدماء ولكن جرائمي تقل كثيرا عن جرائم غيري. يضاف إلى ذلك، أن زعماء الصهيونية العالمية مدوا لي يد المساعدة في هذه الجرائم وشاركوا فيها، واستغلوا الهولوكوست لتبرير احتلال فلسطين وطرد سكانها منها، وهؤلاء الآن يعيشون في مخيمات على بعد كيلومترات عن مدنهم وأراضيهم ومزارعهم التي تنعمون بها في «إسرائيل»، إنهم أحياء ميتون، يقتلهم اليأس ويعيشون في ظل كابوس الثأر. لقد انتهزتم الهولوكوست لإقامة «إسرائيل» وكان يفترض أن تشكروني على ذلك، وان تقيموا لي التماثيل


Sent from my iPad 2 -  Ť€©ћ№©¶@τ

No comments:

Post a Comment